اذن هل كان النبي (ص) غافلا (حاشاه) عن ذلك الامر وما بعده من اختلاف امتد الى عصرنا الحاضر ؟؟... لاغربي ولاشرقي يعتقد ذلك.. فنظرة النبي اكبرمن ان تغفل عن هكذا امر .. اذن مالذي كان عليه ان يفعل وهو طريح الفراش في انتظار ملك الموت ..هل كان جمع المسلمين في غدير خم ووصايته بالامامة الى علي كافيا بقوله من كنت مولاه فهذا علي مولاه ..او نصوصه التي لاتعد بتقديم علي (ع) والتي وعاها المسلمون تكفي لفهم الامام الذي لابد ان يليه وان لاتحرف ولا تأول تلك النصوص عن مسارها الصحيح؟؟ طبعا كرسول ونبي كان على علم بان هناك نفوسا تكن الحسد لابن عمه ووصيه وربيبه وزوج ابنته وابو سبطيه وقاضي دينه وحامل رايته ووو..الخ من فضائل علي وسيجتمع قول البعض على ابعاد علي (ع) بحجة ما انزل الله بها من سلطان وهي:- (لاتجتمع النبوة والامامة في بيت واحد!!).. ولاندري هل هي اية سقطت من القرآن لم نعرفها ام نص بالتوراة والانجيل؟؟ .. كان النبي يعلم الخلاف الذي سيحصل ..فما هي تدابيره لهذا غير تبليغ نص الامامة في غديرخم وغيرها... ان انسب وابلغ واقوى حجة على كل انسان مسلم.. مؤمن او غير مؤمن هي الوصية كتابة ..بكتاب لن يختلف عليه اثنان انه باملاء الرسول وكتابة احد المسلمين وجمع المسلمين شهود .. وقد حانت الفرصة لذلك فالمسلم اذا قربت منيته كتب الوصية وطبعا وصيته بالامة كلها خوفا عليها من الاختلاف, لذا..وعندما اجتمع جمع من الصحابة عند النبي وهو في ساعاته الاخيره قال أئتوني بدواة وصحف اكتب لكم كتابا لن تضلوا من بعدي .. فاعترض معترض بشدة ومنع ذلك قائلا ان الرجل يهجر فتابعه الصحابة مؤاخذين له على هذا القول الجافي للنبي (ص) وهو لا زال بين ظهرانيهم ..
وقد خفف من هذه الكلمة بعض ممن روى الرواية فقال (انه قد غلبه الوجع ) ولعل الراوي اراد بذلك احترام الرسول او لا لعله اراد ان لايكون مثلبة على قائلها وعلى كلا القولين فالمعنى واحد أي ان الرسول قد غلبه الالم ولامعنى لكلامه او هو يهذي (حاشاه ) من شدة الالم فلا تأتوا له بكتاب .. ياسبحان الله .. روحي فداك يارسول الله تأمرهم ان يأتوا اليك بصحيفة فتكتب لهم حتى لايضلوا فاذا بهم يعصون امرك وبأي حجة..؟؟؟ بحجة ان كلامك ليس من وعيك وعقلك .. هل يصل الطمع الى السلطة والحسد بالانسان الى هذا الحد ؟؟ فما الذي حدث ؟؟ لقد تنازع القوم والرسول مسجى وقد حزم امتعة الرحيل في انتظار ملائكة ربه .. فمنهم من يقول أئتوا لرسول الله بالكتاب ومنهم من يمنع ذلك بكل قوة.., بل وتجريد الرسول من قدسية كلامه الذي لاينطق عن الهوى بقوله قد غلبه الوجع اوهو يهجر .. فلما راى الرسول (ص) تعنت واصرار البعض على ان كلامه ليس من وعيه وان لافائدة بعد من كتاب يكتب وقد حكم عليه مسبقا بان صاحبه يتكلم بغير وعي او من شدة الالم هنا غضب الرسول (ص) وقال بلسان الآيس منهم (قوموا عني .. فلاينبغي التنازع عندي) .. ان المريض يريحه اهله واصحابه اذا اقترب اجله ولكننا نرى الرسول وهو يئن من وصف بعض المسلمين له بذلك الوصف وعصيانهم له اضافة الى انين المرض ... وعليه فقد حال من حال دون ان يكتب النبي وصيته وكتابه الى المسلمين ولم ينفذ امر النبي ولم يلبى طلبه الاخير الذي هو في صالح الامة حتى لا تتفرق وتحدث النزاعات منذ وفاته عليه الصلاة والسلام الى يومنا هذا والى ماشاء الله ان يكون... واورد لكم نص الحديث كما جاء في اهم كتابين يحترمهما اهل السنة:صحيح مسلم و صحيح البخاري ((عن ابي هريرة حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال اخبرني يونس بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما اشتد بالنبي (ص) وجعه قال أئتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ..قال عمر ان النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولاينبغي عندي التنازع فخرج ابن عباس يقول الرزيئة كل الرزيئة ماحال بين رسول الله (ص) وبين كتابه .. وفي صحيح مسلم يقول قال ابواسحق ابراهيم حدثنا الحسن بن بشر قال حـدثنا
سفيان بهذا الحديث حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحـة
بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال يـوم الخميس وما يـوم الخميس ثم
جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديـه كأنها نظام اللـؤلـؤ قال قال رسـول اللـه صلى
الله عليه وسلم ائتونى بالكتف والدواة ( او اللوح والـدواة ) اكتب لكم كتابا لن
تضلوا بعده ابدا فقالوا ان رسول الله صلى الله عليـه وسلم يهجـر.. وحـدثنى محمـد بن
رافع وعبد بن حميد قال حدثنا عبدالـرزاق اخبـرنا معتمـر
عن الزهرى عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال لما حضر رسـول اللـه
صلى اللـه عليـه وسلم وفى البيت رجال فيهم عمـر بن الخطاب فقال النبى صلى اللـه
عليه وسلم هلم اكتب لكم كتابا لاتضلون بعده فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليـه
وسلم قد غلب عليـه الـوجع وعنـدكم القـرآن حسبنا كتاب اللـه فاختلف اهل البيت
فاختصموا
فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسـول اللـه صلى اللـه عليـه وسلم كتابا لن تضلـوا
بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما اكثروا اللغـو والاختلاف عنـد رسـول اللـه صلى
الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومـوا قال عبيـداللـه فكان ابن
عباس يقول ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللـه صلى اللـه عليـه وسلم وبين
ان يكتب لهم ذلك الكتـاب مـن اختلافهم ولغطهم *
ونحن نقول بكلامك يابن عباس ياحبر الامة انها الرزية التي جعلتنا اصنافا شتى ولم نقف على ماكان سيكتبه النبي في كتابه الذي اراد ومنعه منه الاخرون ... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...